وقرأ ابن عباس، وأبو رجاء العطاردي (عوِرة) بكسر الواو، يعني قصيرة الجدران، فيها خلل وفرجة، تقول العرب: دار فلان عوِرة إذا لم تكن حصينة، وقد أعور الفارس إذا بدا فيه خلل الضرب (١)، قال الشاعر:

متى تلقهم لا تلق في البيت معورا ولا الضيف مفجوعًا ولا الجار مرملا (٢)
قال الله تعالى: ﴿وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا﴾.
١٤ - ﴿وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ﴾
يقول: لو دخل عليهم هؤلاء الجيوش الذين يريدون قتالهم المدينة ﴿مِنْ أَقْطَارِهَا﴾ جوانبها ونواحيها، واحدها قطر، وفيها لغة أخرى قتر
(١) أعور الفارس: إذا بدا فيه موضع خلل للضرب، ومنه حديث على (لا تجهزوا على جريج ولا تصيبوا معورا). وفي حديث أبي بكر (قال مسعود بن هنيدة: رأيته وقد طلع في طريق معورة) أي ذات عورة يخاف فيها الضلال والانقطاع. وكل عيب وخلل في شيء فهو عورة.
انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ٣/ ٣١٨ - ٣٢٠ (عور)، "لسان العرب" لابن منظور ٦/ ٢٩٦ (عور)، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٤/ ١٤٨. لم يورد البيت إلا القرطبي ولم أقف على قائله.
(٢) مرملا: أي: نفذ زاده، ومنه حديث أم معبد (وكان القوم مرملين) أي: نفد زادهم. وأصله من الرمل، كأنهم لصقوا بالرمل، كما قيل للفقير الترب، ومنه حديث جابر (كانوا في سرية وأرملوا من الزاد)، وحديث أبي هريرة (كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزاة فأرملنا).
انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ٢/ ٢٦٥ - ٢٦٦ (رمل)، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٤/ ١٤٨.


الصفحة التالية
Icon