﴿أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا﴾ (١).
٢٠ - ﴿يَحْسَبُونَ﴾ يعني: هؤلاء المنافقين ﴿الْأَحْزَابَ﴾
يعني: قريشًا وغطفان (٢) واليهود الذين تحزبوا على عداوة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومخالفته، أي: اجتمعوا، والأحزاب: الجماعات، واحدها حزب (٣).
﴿لَمْ يَذْهَبُوا﴾ لم ينصرفوا عن قتالهم وقد انصرفوا جبنًا منهم وفَرَقًا.
﴿وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزَابُ﴾ أي: يرجعوا إليهم كرة ثانية ﴿يَوَدُّوا﴾ من الخوف والجبن ﴿لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ﴾ خارجون إلى البادية ﴿فِي الْأَعْرَابِ﴾ أي: معهم.
﴿يَسْأَلُونَ﴾ قراءة العامة بالتخفيف.
وقرأ عاصم الجحدري، ويعقوب في رواية رويس، وزيد مشددة ممدودة بمعنى يتساءلون، أي: يسأل بعضهم بعضًا (٤) {عَنْ

(١) قال قتادة: أما عند البأس فأجبن قوم، وأخذله للحق، وهم مع ذلك أشحة على الخير، أي: ليس فيهم خير، قد جمعوا الجبن والكذب وقلة الخير، فهم كما قال في أمثالهم الشاعر:
أفي السلم أعيارًا جفاءً وغلظةً وفي الحرب أمثال النساء العوارك
أي: في حال المسالمة كأنهم الحمر، والأعيار جمع عير وهو الحمار، وفي الحرب كأنهم النساء الحيض. وسلقوكم، أي: استقبلوكم.
انظر: "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ١١/ ١٣٣.
(٢) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢١/ ١٤٢ عن يزيد بن رومان.
(٣) انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ١/ ٣٧٦ - ٣٧٧ (حزب).
(٤) انظر: "جامع البيان" للطبري ٢١/ ١٤٣. واختار الطبري قراءة العامة لإجماع الحجة من القراء عليه.


الصفحة التالية
Icon