قال: ﴿وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ﴾، وقال الفرزدق في الاثنين:
تعال فإن عاهدتني لا تخونني | نكن مثل من يا ذئب يصطحبان (١) |
[٢٢٦٢] أخبرني الشيخ أبو عبد الله بن فنجويه (٣)، قال: أخبرنا عبد الله بن يوسف بن أحمد بن مالك (٤)، قال: أخبرنا محمد بن
(١) قال الكسائي: (مَنْ) تكون اسمًا، وتكون جَحْدًا، وتكون استفهاما، وتكون شرطا، وتكون معرفة، وتكون نكرة، وتكون للواحد والاثنين والجمع، وتكون خصوصا، وتكون للإنس والملائكة والجن، وتكون للبهائم إذا خلطتها بغيرها. قال أبو منصور: وهذِه الوجوه التي ذكرها الكسائي في تفسير من موجودة في الكتاب؛ أما الاسم المعرفة فكقولك: (والسماء وما بناها) معناه والذي بناها، والجحد كقوله تعالى: ﴿ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون﴾ المعنى لا يقنط، والاستفهام كثير وهو كقولك: من تعني بما تقول؟ والشرط كقوله تعالى: ﴿فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره﴾ فهذا شرط وهو عام. ومن للجماعة كقوله تعالى: ﴿وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ﴾ وكقوله: ﴿وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ﴾. وأما في الواحد فكقوله تعالى: ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ﴾ فوحد؛ والاثنين كقوله:
قال الفراء: ثنى يصطحبان، وهو فعل لمن لأنه نواه ونفسه. وقال تعالى في جمع النساء: ﴿وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ﴾.
"لسان العرب" لابن منظور ١٣/ ٤١٩.
(٢) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ١٠١ - ١٥٢ عن قتادة.
(٣) ثقة صدوق، كثير الرواية للمناكير.
(٤) لم أجده.
تَعالَ فإِنْ عاهَدْتَني لا تَخُونُني | نَكُنْ مثلَ مَنْ يا ذئِبُ يَصْطَحِبَانِ |
"لسان العرب" لابن منظور ١٣/ ٤١٩.
(٢) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ١٠١ - ١٥٢ عن قتادة.
(٣) ثقة صدوق، كثير الرواية للمناكير.
(٤) لم أجده.