..................................

= رسوله -عليه السلام- حياته وموته، وذكر منزلته منه، وطهر بها سوء فعل من استصحب في جهته فكرة سوء، أو في أمر زوجاته ونحو ذلك. "تفسير القرآن العظيم" ١١/ ٢٠٩ - ٢١٠.
لابن كثير فائدة: وقد أخبر - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - بأنه يصلي على عباده المؤمنين في قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (٤١) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (٤٢) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ﴾ الآية وقال تعالى: ﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (١٥٥) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (١٥٦) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ﴾ الآية، وفي الحديث "إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف" وفي الحديث الآخر "اللهم صل على آل أبي أوفى" وقال رسول الله - ﷺ - لامرأة جابر وقد سألته أن يصلي عليها وعلى زوجها "صلى الله عليك وعلى زوجك".
انظر: "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ١١/ ٢١٠ - ٢١١.
مسألة: واختلف العلماء في الضمير في قوله: (يصلون) فقالت فرقة: الضمير فيه لله والملائكة، وهذا قول من الله تعالى شرف به ملائكته، فلا يصحبه الاعتراض الَّذي جاء في قول الخطيب: من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد غوى. فقال له رسول الله - ﷺ -: "بئس الخطيب أنت، قل ومن يعص الله ورسوله" أخرجه في الصحيح. قالوا: لأنه ليس لأحد أن يجمع ذكر الله تعالى مع غيره في ضمير، ولله أن يذكر في ذلك ما يشاء. وقالت فرقة: في الكلام حذف تقديره: إن الله يصلي وملائكته يصلون، وليس في الآية اجتماع في ضمير، وذلك جائز للبشر فعله. ولم يقل رسول الله - ﷺ -: "بئس الخطيب أنت" لهذا المعنى، وإنما قال لأن الخطيب وقف على: ومن يعصهما، وسكت سكتة. واستدلوا بما رواه أبو داود عن عدي بن حاتم أن خطيبا خطب عند النبي - ﷺ - فقال: من يطع الله ورسوله ومن يعصهما. فقال: "قم -أو: اذهب- بئس الخطيب أنت". إلَّا أنَّه يحتمل أن يكون لما خطأه في وقفه وقال له: (بئس الخطيب) أصلح له بعد ذلك جميع كلامه، فقال: "قل: ومن يعص الله ورسوله" كما في صحيح مسلم. وهو يؤيد القول الأول بأنه لم يقف على "ومن يعصهما". وقرأ ابن عباس: (وملائكتُه) =


الصفحة التالية
Icon