أيضًا يقول: سمعت محمد بن أبي السري (١) يقول: رأيت في المنام كأني في مسجد عسقلان، وكان رجل يناظرني وهو يقول: ﴿وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا﴾، وأنا أقول: كثيرًا، فإذا النبي - ﷺ - وكان في وسط المسجد منارة ولها باب، وكان النبي - ﷺ - يقصدها فقلت: هذا النبي - ﷺ - فقلت: السلام عليك يا رسول الله استغفر لي. فأمسك عني، فجئت عن يمينه فقلت: يا رسول الله استغفر لي. فأعرض عني، فقمت في صدره فقلت: يا رسول الله، حدثنا سفيان بن عيينة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله أنك ما سُئلت شيئًا قط فقلت: لا، فتبسم ثم قال: اللهم اغفر له. فقلت: يا رسول الله، إني وهذا نتكلم في ﴿وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا﴾ هو يقول: لعنًا كبيرًا وأنا أقول كثيرًا، قال: فدخل المنارة وهو يقول: كثيرًا كثيرًا إلى أن غاب صوته عني، يعني بالثاء (٢) (٣).

(١) صدوق عارف له أوهام كثيرة.
(٢) [٣٢١٢] الحكم على الإسناد:
فيه شيخ لا يعرف.
التخريج:
لم أجده.
(٣) هنا مسألة: هل يجوز الاستدلال بالرؤى المنامية في أحكام الشريعة الإسلامية؟ اعلم أنه قد استند فوم في أخذ وترك الأعمال إلى المنامات، وأقبلوا وأعرضوا بسببها، فيقولون: رأينا فلانًا الرجل الصالح، فقال لنا: اتركوا كذا، واعملوا كذا. ويتفق هذا كثيرًا للمتمرسين برسم التصوف، وربما قال بعضهم: رأيت النبي - ﷺ - في النوم، فقال لي كذا وأمرني بكذا، فيعمل بها ويترك بها، معرضًا عن =


الصفحة التالية
Icon