يعني: مؤمنو أهل الكتاب؛ عبد الله بن سلام وأصحابه (١).
وقال قتادة: هم أصحاب محمد - ﷺ - (٢).
﴿الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ﴾ يعني: القرآن (٣) ﴿هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي﴾
يعني: القرآن (٤).
﴿إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾ وهو الإسلام (٥).
٧ - ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ منكرين للبعث متعجبين منه:
﴿هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ﴾ (٦) يخبركم يعنون: محمدًا -عليه السلام-.

(١) وهو قول الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ٦٢.
(٢) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ٦٢ عن قتادة.
(٣) ساقطة من (م).
(٤) قلت: قد ذكر جلّ وعلا في هذِه الآية الكريمة أن هذا القرآن العظيم الذي هو أعظم الكتب السماوية، وأشملها لكل العلوم، وآخرها عهدًا برب العالمين، يهدي إلى ﴿صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾ وقد فسره البعض بالإسلام الذي هو دين الله، بكل ما فيه من أخلاق وآداب ومعاملات، وهذا كقوله تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾ أي: للطريقة التي هي أسد وأعدل وأصوب. وقال الزجاج والكلبي والفراء: يهدي للحال التي هي أقوم الحالات، وهي توحيد الله والإيمان برسله. وكل هذا يشمله دين الإسلام. وقد أورد الشنقيطي -رحمه الله تعالى وطيب ثراه- كلامًا نفيسًا عند تفسيره لقوله تعالى في سورة الإسراء ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾ الآية: ٩ فليراجع.
(٥) ذكره الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ٦٢.
(٦) قولهم: ﴿هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ﴾ صادر عن فرط إنكارهم، فإن النبي - ﷺ - كان علمًا مشهورًا في قريش، وكذلك إخباره بالبعث كان معروفًا شائعًا عندهم، ولكنهم قصدوا بذلك الاستهزاء والسخرية، وتحدثوا عنه - ﷺ - وكأنه مجهول يخبر عن =


الصفحة التالية
Icon