٢ - ﴿مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ﴾ نعمة (١) ﴿فَلَا مُمْسِكَ لَهَا﴾
لا يستطيع أحد حبسها ﴿وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ﴾ (٢) فيما أمسك ﴿الْحَكِيمُ﴾ فيما أرسل.
٣ - قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ﴾
قرأ شَقِيق بن سلمة (٣) وأبو جعفر وحمزة والأعمش والكسائي (غير) بالخفض، وهو اختيار أبي عبيد، والباقون بالرفع.
وهذِه الآية حجة على القدرية (٤) لأنه نفى خالقًا غيره وهم يثبتون
_________
(١) من (م).
(٢) كان رسول الله - ﷺ - إذا انصرف من الصلاة قال: "لا إله إلَّا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد" وثبت في صحيح مسلم عن أبي سعيد الخُدرِيّ - رضي الله عنه - قال: إن رسول الله - ﷺ - كان إذا رفع رأسه من الركوع يقول: "سمع الله لمن حمده، اللهم ربنا لك الحمد ملء السماء والأرض، وملء ما شئت من شيء بعد، اللهم أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد" وهذِه الآية كقوله تبارك وتعالى: ﴿وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ﴾ ولها نظائر كثيرة. وقال الإِمام مالك رحمة الله عليه: كان أبو هريرة -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- إذا مطروا يقول: مطرنا بنوء الفتح، ثم يقرأ هذه الآية ﴿مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾.
انظر: "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ١١/ ٣٠٥ - ٣٠٦.
(٣) في (م): سفيان بن سلمة، وهو خطأ.
(٤) انظر التعليق في سورة سبأ عند قوله: (عجبت للقضاء والقدر) في قصة بناء بيت المقدس.


الصفحة التالية
Icon