والحسرة: شدة الحزن على ما فات من الأمر (١).
وقراءة العامة: ﴿فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ﴾ بفتح التاء والهاء وضم السين من ﴿نَفْسُكَ﴾.
وقرأ أبو جعفر بضم التاء وكسر الهاء وفتح السين (٢). ومعنى الآية: لا تغتم بكفرهم وهلاكهم إذ لم يؤمنوا، نظيره ﴿لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ﴾ (٣)، ﴿فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ﴾ (٤). ﴿إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ﴾.
٩ - ﴿وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ (٩)﴾ من القبور (٥).
_________
(١) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ١١٨، عن ابن زيد قال: الحسرات: الحزن، وقرأ قول الله: ﴿يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ﴾.
(٢) اختلفت القرّاء في قراءة قوله: ﴿فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ﴾ فقرأته قرأء الأمصار سوى أبي جعفر المدنِيُّ ﴿فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ﴾ بفتح التاء من تذهب، ونفسك برفعها. وقرأ ذلك أبو جعفر: (فلا تُذهب) بضم التاء من (تذهب) و (نفسك) بنصبها، بمعنى: لا تذهب أَنْتَ يَا محمَّد نفسك. والصواب من القراءة في ذلك عندنا ما عليه قراء الأمصار، الإجماع الحجة من القرّاء عليه.
انظر: "جامع البيان" للطبري ٢٢/ ١١٨.
(٣) الشعراء: ٣.
(٤) الكهف: ٦.
(٥) من القبور: سقطت من (م).
قال عبد الله بن مسعود: يكون بين النفختين ما شاء الله أن يكون، فليس من بني آدم إلَّا وفي الأرض منه شيء. قال: فيرسل الله ماء من تحت العرش منيًّا كمني الرَّجل، فتنبت أجسادهم ولحمانهم من ذلك، كما تنبت الأرض من الثرى، ثم قرأ: ﴿وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ﴾ إلى قوله: ﴿كَذَلِكَ النُّشُورُ﴾ قال: ثم يقوم ملك بالصور بين السماء والأرض، فينفخ فيه، فتنطلق كل نفس =


الصفحة التالية
Icon