قال أبو قلابة: فحدثت به يحيى بن معين فجعل يتعجب منه (١).
﴿يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ﴾.
[٢٣٦١] أخبرني الحسين بن محمَّد بن الحسين (٢)، أخبرنا محمَّد الحسن بن بشر (٣)، أخبرنا أبو الحارث أحمد بن (٤) أم سعيد،
(١) خلاصة القول أن المقصود بالكتاب هو: الكتب التي أُنزلت من قبل الفرقان. والمقصود بقوله ﴿الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا﴾ هم: أمة محمَّد - ﷺ - فقد أورثهم الله تعالى الإيمان بالكتب التي اصطفاها، فهم مؤمنون بكل كتاب أنزله الله من السماء قبل كتابهم وعاملون به؛ لأن كل كتاب أنزل من السماء قبل الفرقان يأمر بالعمل بالفرقان عند نزوله، وباتباع من جاء به، وذلك عمل من أقرّ بمحمد - ﷺ -، وبما جاء به، وعمل بما دعاه إليه بما في القرآن، وبما في غيره من الكتب التي أنزلت قبله. ويؤيد ذلك قول الله جل ثناؤه لنبيه محمَّد - ﷺ - ﴿وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ﴾ ثم أتبع ذلك قوله ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا﴾ فكان معلوما، إذ كان معنى الميراث إنما هو انتقال معنى من قوم إلى آخرين، ولم تكن أمة على عهد نبينا - ﷺ - انتقل إليهم كتاب من قوم كانوا قبلهم غير أمته. ومن ثم بيّنٌ أن المصطفين من عباده هم مؤمنوا أمته وأما الظالم لنفسه فيقصد أنه من أهل الذنوب والمعاصي التي هي دون النفاق والشرك لأن الله تعالى ذكره أتبع هذِه الآية قوله: ﴿جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا﴾ فعم بدخول الجنة جميع الأصناف الثلاثة. وجنات عدن جائز أن يدخلها الظالم لنفسه بعد عقوبة الله إياه على ذنوبه التي أصابها في الدنيا، وظلمه نفسه فيها بالنار، أو بما شاء من عقابه، ثم يُدخله الجنة، فيكون ممن عمه خبر الله جل ثناؤه بقوله ﴿جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا﴾. وهو اختيار الطبري، والقرطبي، وابن كثير، والثعلبي، وغيرهم.
انظر: "جامع البيان" للطبري ٢٢/ ١٣٦ - ١٣٧.
(٢) ابن فنجويه، ثقة صدوق، كثير الرواية للمناكير.
(٣) ابن صقلاب، لم يذكر بجرح أو تعديل.
(٤) في (م): (عن). ولم يذكر بجرح أو تعديل.
انظر: "جامع البيان" للطبري ٢٢/ ١٣٦ - ١٣٧.
(٢) ابن فنجويه، ثقة صدوق، كثير الرواية للمناكير.
(٣) ابن صقلاب، لم يذكر بجرح أو تعديل.
(٤) في (م): (عن). ولم يذكر بجرح أو تعديل.