﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾
١ - في قوله -عز وجل-: ﴿يس (١)﴾ اختلف القراء فيه:
فقرأ (١) حمزة والكسائي وخلف وعاصم -في أكثر الروايات-: (يسِنِ) بكسر الياء بين اللفظين.
وقرأ أهل المدينة -وهو اختيار أبي عبيد وأبي حاتم- والباقون بفتح الياء.
وقرأ أبو جعفر وأبو عمرو وحمزة وأيوب وأبو حاتم وعاصم -في أكثر الرويات-: (يَسِنْ) بإظهار النون والسكون.
واختلف فيه عن نافع، وابن كثير.
وقرأ عيسى بن عمر (يَسِنَ) بالنصب، شبهه بأين وكيف.
وقرأ ابن أبي إسحاق بكسر النون شبهه بأمس وحذام ورقاش.
وقرأ هارون الأعور بضم النون شبهه بمنذ وحيث وقط (٢)، الآخرون بإخفاء النون (٣).

(١) في (م): فقال.
(٢) سقطت من (م).
(٣) قوله تعالى ﴿يس﴾: هكذا كُتِبَ على الصورة التي سطرناها الآن، وهي في المصحف كذلك، وكذلك ثَبَتَ قَوْلُهُ: ﴿ق﴾ وثبت قوله: ﴿ن وَالْقَلَمِ﴾؛ ولم يثبت على التهجي، فيقال فيه ياسين، ولا قيل: (قاف والقرآن المجيد)، ولا (نون والقلم)، ولو ثبت بهذِه الصورة لقلت فيها قول من يقول: إن قاف جبل، وإن نون الحوت أو الدواة؛ فكانت في ذلك حكمة بديعة، وذلك أن الخلفاء والصحابة الذين كُتْبَ القرآن كتبوها مطلقة لتبقى تحت حجاب الإخفاء، ولا يقطع عليها بمعنى من المعاني المحتملة، فإن القطع عليها إنما يكون بدليل =


الصفحة التالية
Icon