الأشدين كلدة وقيل: أبي بن أسيد، وسمي بالأشدين لشدته وقوته (١)، نظيرها: ﴿لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ﴾ (٢) وقوله: ﴿أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا﴾ (٣).
﴿إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ﴾ أي: جيد حر يلصق (٤) ويعلق باليد، ومعناه اللازم يبدل الميم بباء (٥) كأنه قال: يلزم اليد.
وقال السدي: خالص (٦).

= قلت: وهذا القول اختاره ابن جرير حيث قال: فاستفت يا محمَّد هؤلاء المشركين.. (أهم أشد خلقًا)؟ يقول: أخلقهم أشد؟ أم خلق من عددنا خلقه من الملائكة والشياطين والسماوات والأرض ا. هـ ٢٣/ ٤١.
وهو اختيار ابن كثير أيضًا، انظر: "تفسير القرآن العظيم" ١٢/ ٩.
(١) "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٥/ ٦٨، "روح المعاني" للألوسي ٢٣/ ٧٥. وقد اختلف في اسمه فبالإضافة إلى ما ذكره المصنف قيل اسمه: أسيد بن كلدة وقيل كلدة بن خلف الجمحي.
وهو الذي نزلت فيه آية سورة المدثر ﴿وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً﴾ آية (٣١) وآيات سورة البلد ﴿أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (٥)﴾ آية (٥) وما بعدها.
انظر: "جامع البيان" للطبري ٣٠/ ١٩٨، "الدر المنثور" للسيوطي ٦/ ٤٥٦، "زاد المسير" لابن الجوزي ٨/ ٤٠٧، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٥/ ٦٨.
(٢) غافر: ٥٧.
(٣) النازعات: ٢٧.
(٤) مروي عن ابن عباس، انظر: "جامع البيان" للطبري ٢٣/ ٤٢ - ٤٣.
(٥) إلى هذا ذهب الفراء وابن قتيبة، انظر: "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٣٨٤، "تفسير غريب القرآن" لابن قتيبة (ص ٣١٨).
(٦) نقل هذا القرطبي عن السدي والكلبي، انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٥/ ٦٩.


الصفحة التالية
Icon