أي: السكران. ومن كسر الزاي فمعناه لا ينفد شرابهم يقال أنزف الرجل فهو منزوف (١) إذا فنيت خمرة قال الحطيئة:

لعمري لئن أنزفتم أو صحوتُمُ لبئس الندامى كنتم آل أبجرا (٢)
٤٨ - قوله -عَزَّ وَجَلَّ-: ﴿وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ (٤٨)﴾
حابسات الأعين غاضات الجفون قصرت أعينهن عن غير أزواجهن فلا ينظرن إلا إلى أزواجهن ﴿عِينٌ﴾ نجل العيون حسانها واحدتها عيناء، يقال: رجل أعين وامرأة عيناء ورجال ونساء عين (٣).
(١) قال الفراء في "معاني القرآن" ٢/ ٣٨٥: فمن فتح فالمعنى: لا تذهب عقولهم بشربها، مِنْ نزف الرجل فهو منزوف، ومَنْ كسر ففيه وجهان: أحدهما أنه يُقال: أنزف الرجل إذا فنيت خمره، وأنزف إذا ذهب عقله ا. هـ.
(٢) البيت من شواهد أبي عبيدة في "مجاز القرآن" (١٦٩) وهو للأبيرد الرياحي ذكره في "لسان العرب" ٩/ ٣٢٧ (نزف)، وفي "الأغاني" للأصفهاني ١٣/ ١٤٨، "جامع البيان" للطبري ٢٣/ ٥٥ وكذلك عزاه للأبيرد العلامة أحمد بن المنير صاحب "الانتصاف على الكشاف" انظر: "حاشية الكشاف" ٤/ ٤٣.
أما القرطبي فقد تابع المصنف وعزا البيت للحطيئة ١٥/ ٧٩، وهو كثيرًا ما ينقل عن المصنف كما هو ظاهر.
وأبجرا: هو أبجر بن جابر العِجلي، وكان نصرانيا، قاله ابن بري. انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٩/ ٣٢٧ (نزف).
(٣) قال ابن منظور في "لسان العرب" ١٣/ ٣٠٢ (عين): (يقال إنه أعين: إذا كان ضخم العين واسعها والأنثى عيناء والجمع منها عين وامرأة عيناء واسعة العين اهـ. قال الزجاج في "معاني القرآن" ٤/ ٣٠٤: عين: كبار العيون حسانها وواحدتهن عيناء. =


الصفحة التالية
Icon