وقرأ الحسن وابن أبي إسحاق (صادِ) بخفض الدال (١) من المُصَادَةِ أي عارض القرآن بعملك وقابله به فاعمل بأوامره وانته عن نواهيه.
وقرأ عيسى بن عُمر (صادَ) بفتح الدال (٢) ومثله (قاف) و (نون) لاجتماع الساكنين حرّكها إلى أخفّ الحركات.
وقيل: على الإغراء (٣). وقيل في (صادَ) إن معناه: صادَ محمد قلوب الخلائق واستمالها حتى آمنوا به (٤).
﴿وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ﴾ قال ابن عباس - رضي الله عنهما - ومقاتل: ذي البيان (٥).

(١) وقرأ بها أيضًا أبي بن كعب - رضي الله عنه - ونصر بن عاصم، وابن أبي عبلة، وأبو السماك، وهي من الشواذ.
انظر: "المحرر الوجيز" لابن عطية ٤/ ٤٩١، "زاد المسير" لابن الجوزي ٧/ ٩٧، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٥/ ١٤٢، "فتح القدير" للشوكاني ٤/ ٤١٩، "روح المعاني" للألوسي ٢٣/ ١٦١، "المحثسب" لابن جني ٢/ ٢٧٦.
(٢) انظر: "المحرر الوجيز" لابن عطية ٤/ ٤٩١، "زاد المسير" لابن الجوزي ٧/ ٩٧ - ٩٨، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٥/ ١٤٢، "فتح القدير" للشوكاني ٤/ ٤١٩، "روح المعاني" للألوسي ٢٣/ ١٦١.
(٣) المقصود بالإغراء هو الإغراء بلزوم السورة وقراءتها، فيكون التقدير: الزم صاد، هذا هو المفهوم من العبارة وهذا أيضًا ما أفاده الشيخ الشنقيطي رحمه الله في "أضواء البيان" ٧/ ٦ والله أعلم.
(٤) قال الشنقيطي رحمة الله عليه في "أضواء البيان" ٧/ ٧: والحاصل أن جميع هذِه القراءات وجميع هذِه التفاسير المبنية عليها كلها ساقطة لا معوّل عليها، وأن القراءة التي لا يجوز العدول عنها هي قراءة الجمهور بالسّكون.
(٥) انظر: "مفاتيح الغيب" للرازي ٢٦/ ١٥٣، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٥/ ١٤٣، "فتح القدير" للشوكاني ٤/ ٤١٩.


الصفحة التالية
Icon