سيطيق ذلك فلما كان يوم عبادته غلّق أبوابه وأمر أن لا يدخل عليه أحد وأكبّ على التوراة، فبينما هو يقرأ إذا حمامة من ذهب فيها من كل لون حسن قد وقعت بين يديه فأهوى إليها ليأخذها، فطارت فوقعت غير بعيد من غير أن تؤيسَه من نفسها فما زال يتبعها حتى أشرف على امرأة تغتسل فأعجبه خَلْقها وحسنها، فلما رأت ظِله في الأرض جَلَّلتْ نفسها بشعرها، فزاده ذلك بها إعجابًا وكان قد بعث زوجها على بعض جيوشه فكتب إليه أن سر على مكان كذا وكذا، مكانًا إذا سار إليه قُتل ولم يرجع ففعل فأصيب فخطبها داود عليه السلام فتزوجها (١).
وقال بعضهم في سبب ذلك ما:
[٢٤٤٤] أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد (٢)، قال: نا مخلد

(١) [٢٤٤٣] الحكم على الإسناد:
الإسناد فيه شعيب بن محمد مستور، وفيه روح بن عبادة وهو ممن روى عن سعيد ابن أبي عروبة بعد الاختلاط.
التخريج:
رواه الطبري في "جامع البيان" ٢٣/ ١٤٨ بسنده عن يزيد بن زريع عن سعيد بن أبي عروبة به. وسنده حسن، ويزيد ممن روى عن سعيد بن أبي عروبة قبل الاختلاط، انظر: "الكواكب النيرات" لابن الكيال (ص ٣٧).
قلت: وهذا الأثر وإن كان سنده حسن إلا أنه موقوف على الحسن البصري وهو مما يُقطع بأنه مُتلقى عن أهل الكتاب مخالف للأصول الدالة على عصمة الأنبياء عن مثل هذِه المنكرات، وسيأتي التعقيب على هذِه القصة في آخر الأقوال الأربعة التي ذكرها المصنف.
(٢) ابن فنجويه، ثقة، صدوق، كثير الرواية للمناكير.


الصفحة التالية
Icon