وإنما جمع الفعل لأن الخصم اسم يصلح للواحد والجميع والاثنين والمذكر والمؤنث.
قال لبيد - رضي الله عنه -:

وخصمٍ غِضابٍ ينفضُون الذُّحول كأنهم قروم غيارى كل أزهر مصَعب (١)
وقال آخر:
وخصمٍ غِضابٍ ينفُضُون لحَاهم كنَفضِ البراذينِ العِراب المخاليا (٢)
وإنما جمع وهم اثنان لأن معنى الجمع ضم شيء إلى شيء، فالاثنان فما فوقهما جماعة كقول الله عز وجل: ﴿فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا﴾ (٣).
٢٢ - ﴿إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ﴾
= ابتدعه وأشاعه، وتبًا لمن اخترعه وأذاعه.
وقال الشيخ الأمين الشنقيطي في "أضواء البيان" ٧/ ٢٤: واعلم أن ما يذكره كثير من المفسرين في تفسير هذِه الآية الكريمة ما لا يليق بمنصب داود عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام كله راجع إلى الإسرائيليات، فلا ثقة به ولا مُعول عليه، وما جاء منه مرفوعًا إلى النبي - ﷺ - لا يصح منه شيء. اهـ.
(١) انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٤/ ٣٣٢، ١٢/ ٤٧٣، ١٨٠.
والذَّحول: جمع ذحل وهو الثأر. وقروم: جمع قرم، وهو الفحل العظيم من الإبل. وغيارى: جمع غيران.
والأزهر: الأبيض. والمصعب: الفحل الذي يودع من الركوب والعمل للفِحْلة.
(٢) البيت ذكره القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ولم ينسبه ١٥/ ١٦٥. ولم أجده في غيره، والله أعلم.
(٣) التحريم: ٤.


الصفحة التالية
Icon