﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾
١ - قوله -عز وجل- (١) ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾
وهو الوصف (٢) بالجميل على جهة التعظيم.
﴿الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ﴾ (٣) كما هو له (٤) في الدنيا؛ لأن النعم في الدارين كلها منه.
﴿وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ﴾ (٥).
٢ - ﴿يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا﴾ (٦).
ويغيب فيها من الماء والموات والحيوانات والنبات (٧) ﴿وَمَا يَنْزِلُ

(١) من (م).
(٢) في (م): الموصوف.
(٣) {وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ﴾ قيل: هو قوله تعالى: ﴿وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ﴾، وقيل: هو قوله ﴿وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ فهو المحمود في الآخرة كما أنه المحمود في الدنيا، وهو المالك للآخرة كما أنه المالك للأولى. انظر "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٤/ ٢٥٩.
(٤) سقطت من (م).
(٥) قال الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ٥٩، عن قتادة: حكيم في أمره. خبير بخلقه.
(٦) يعلم ما يلج في الأرض يعني: يعلم ما يدخل الأرض وما يغيب فيها من شيء من قولهم: ولجت في كذا: إذا دخلت فيه، كما قال الشاعر:
رأيْتُ القَوَافِي يَتّلِجْنَ مَوَالِجا تَضَايَقُ عَنْها أنْ تَوَلّجَها الإبَرْ
يعني بقوله: "يتّلجن موالجا": يدخلن مداخل. انظر: "جامع البيان" للطبري ٢٢/ ٥٩، "مختار الصحاح" للرازي (٣٠٦).
(٧) في (م) تقديم وتأخير، ووردت الجملة هكذا: يعلم ما يلج في الأرض يدخل في الأرض ويغيب فيها من الماء والموات والحيوانات، وما يخرج منها من النبات.


الصفحة التالية
Icon