اللَّهِ} (١) وإنما يريد به بعض العباد دون بعض (٢).
﴿وَإِنْ تَشْكُرُوا﴾ تؤمنوا بربكم وتطيعوه ﴿يَرْضَهُ لَكُمْ﴾ ويثيبكم عليه ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾.
٨ - ﴿وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا﴾ مخلصًا ﴿إِلَيْهِ﴾ مستغيثًا به
﴿ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ﴾ أعطاه ومنه قيل للمال والعطاء خَوَل وللعبيد خَوَل قال أبو النجم:

أَعطى فلم يَبْخَل ولم يُبَخَّلِ كُوَمَ الذُّرى من خُوَلِ المُخَوِّلِ (٣)
(١) الإنسان: ٦.
(٢) وعلى هذا القول الَّذي يقول بأنها خاصة في عباده المؤمنين يكون الرضا في الآية حينئذٍ بمعنى الإرادة الكونية، وانظر: "جامع البيان" للطبري ٢٣/ ١٩٧، "المحرر الوجيز" لابن عطية ٤/ ٥٢١، والآية الأولى هي من سورة الحجر والآية الثانية هي من سورة الإنسان وملخص القول في تفسير الآية كالتالي: إما أنها عامة تشمل العباد مؤمنهم وكافرهم فيكون عدم رضاه سبحانه وتعالى الكفر لعباده هو عدم إرادةٍ شرعية دينية والتي من شأنها أن تتحقق أو لا تتحقق فهي في حق المؤمن متحققة محبوبة له سبحانه وتعالى، وفي حق الكافر غير متحققة ولا محبوبة له سبحانه.
وإما أن تكون الآية خاصة في المؤمنين فهي حينئذٍ إرادة كونية شرعية لأنها متحققة ولا تتخلف وهي أيضًا محبوبة له سبحانه وتعالى، والعلم عند الله.
(٣) البيت لأبي النجم العجلي الراجز المشهور، وهو يمدح إنسانًا أنَّه أعطى من سأله النوق السمينة العالية السنام والذُّرى: جمع ذروة وهو أعلى الشيء ويروى (الذُّورا) وهي مما خوله الله ومنحه، وكان عطاؤه كثيرًا، فلم يبخل به ولم ينسبه أحد على البخل. =


الصفحة التالية
Icon