وقوله تعالى ﴿وَمَنْ حَوْلَهُ﴾ قال وهب بن منبه: إن حول العرش سبعون صنفًّا من الملائكة صف خلف صف يدورون حول العرش يطوفون به، يقبل هؤلاء ويدبر هؤلاء، فإذا استقبل بعضهم هلّل هؤلاء وكبر هؤلاء ومن ورائهم سبعون ألف صف قيام، أيديهم إلى أعناقهم، قد وضعوها على عواتقهم فإذا سمعوا تكبير أولئك وتهليلهم رفعوا أصواتهم فقالوا (١) سبحانك اللهم وبحمدك ما أعظمك وأجلك أنت الله (٢) لا إله غيرك أنت الأكبر الأكبر، الخلق كلهم لك راجعون. ومن وراء هؤلاء مائة ألف صفٍّ من الملائكة، قد وضعوا اليمنى على اليسرى ليس منهم أحد إلا وهو يسبح بتحميد لا يسبحه الآخر، ما بين جناحي أحدهم مسيرة ثلاثمائة عام، وما بين شحمة أذنه إلى عاتقه أربعمائة عام، واحتجب الله بينه وبين الملائكة الذين هم حملة العرش بسبعين حجابًا من نار وسبعين حجابًا من ظلمة وسبعين حجابًا من نور وسبعين حجابًا من دُرٍ أبيض وسبعين حجابًا من ياقوت أحمر وسبعين حجابًا من زبرجد أخضر وسبعين حجابًا من ثلج وسبعين حجابًا من ماء وسبعين حجابًا من بَرَدٍ وما لا يعلمه إلا الله -سبحانه وتعالى - قال (٣) ولكل واحد من حملة العرش ومن حوله أربعة وجوه: وجه ثور ووجه أسد ووجه نسر

(١) سقط من (م)، والاستدراك من (ب).
(٢) سقط من (م)، والاستدراك من (ب).
(٣) سقط من (أ).


الصفحة التالية
Icon