(ربنا) (١) ﴿وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا﴾ نُصِبا على التفسير، وقيل على النقل (٢) أي: وسعت رحمتك وعلمك كل شيء.
﴿فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ﴾ دينك ﴿وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ﴾.
روى الأعمش عن إبراهيم قال: كان أصحاب عبد الله - رضي الله عنه - يقولون: الملائكة خير من ابن الكوّاء، يستغفرون لمن في الأرض، وابن الكواء يشهد عليهم بالكفر. قال: وكانوا يقولون (٣): لا يحجبون الاستغفار عن أحد من أهل هذِه القبلة (٤).
وقال مطرف: وجدنا أنصح عباد الله لعباد الله الملائكة، ووجدنا أغشّ عباد الله للعباد الشيطان (٥).

(١) سقطت من (م)، والاستدراك من (أ)، (ب).
(٢) المقصود بالنقل هنا أي: على التمييز المحوّل عن الفاعل.
انظر: "جامع البيان" للطبري ٢٤/ ٤٤، "روح المعاني" للألوسي ٢٤/ ٤٧، وانظر في أنواع التمييز كتاب "شرح قطر الندى" لابن هشام (ص ٢٣٨)، "اللباب في علل البناء والإعراب" للعكبري (ص ٢٩٦).
قلت: والذي أراد المصنف أن يبينه في نصب الرحمة والعلم هو أن كلًا منهما نصب على التمييز، ثم إن بعض النحاة جعله من قبيل التمييز المحول وبعضهم جعله من قبيل التمييز غير المحول. والعلم عند الله.
ويسمى التمييز تفسيرًا وبيانًا أيضًا. انظر: "المفصل في صناعة الإعراب" للزمخشري (ص ٩٣).
(٣) سقط من (م) والاستدراك من (أ)، (ب).
(٤) أورد ذلك القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٥/ ٢٩٥.
(٥) ذكره عبد الرزاق الصنعاني في "تفسير القرآن" ٢/ ١٧٩، والطبري في "جامع البيان" ٢٤/ ٤٦، وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" ٥/ ٦٤٩ لعبد بن حميد.


الصفحة التالية
Icon