١٠ - قوله -عز وجل- ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ﴾
يوم القيامة وهم في النار وقد مقتوا أنفسهم حين عاينوا العذاب فيقال لهم ﴿لَمَقْتُ اللَّهِ﴾ إيَّاكم في الدنيا إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون ﴿أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ﴾ اليوم ﴿أَنْفُسَكُمْ﴾ عند حلول العذاب بكم (١) ﴿إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ﴾.
١١ - ﴿قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ﴾
قال ابن عباس وقتادة والضحاك: كانوا أمواتًا في أصلاب آبائهم فأحياهم الله -عز وجل- في الدنيا ثم أماتهم الموتة التي لابد منها ثم أحياهم للبعث يوم القيامة فهما حياتان وموتتان (٢).
وهذا مثل قوله -عز وجل- ﴿كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ﴾ الآية (٣).
قال السدي: أُميتوا في الدنيا ثم أُحيوا في قبورهم فسُئِلوا ثم أميتوا في قبورهم ثم أُحيوا في الآخرة (٤).
﴿فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ﴾ (من النار) (٥) ﴿مِنْ سَبِيلٍ﴾

(١) ذكر هذا التفسير والذي قبله الطبري في "جامع البيان" ٢٤/ ٤٦ - ٤٧ عن قتادة والسدي وابن زيد.
(٢) ذكره الطبري في "جامع البيان" ٤٧/ ٢٤، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ١٠/ ٣٢٦٤.
(٣) البقرة: ٢٨.
(٤) "جامع البيان" للطبري ٢٤/ ٤٨، "النكت والعيون" للماوردي ٥/ ١٤٦.
(٥) سقطت من (ب).


الصفحة التالية
Icon