حين قلت لهما: ائتيا طوعًا أو كرهًا، عصتاك، ما كنت (١) صانعًا بهما؟ قال: كنت آمر دابة من دوابي فتبتلعهما، قال: وأين تلك الدابة؟ قال: في مرج من مروجي. قال: يارب وأين ذلك المرج؟ قال: في علم من علمي (٢).
وقرأ (٣) ابن عباس -رضي الله عنهما-: آتيا، وآتينا بالمد، أي: أعطيا الطاعة من أنفسكما، قالتا: أعطينا طائعين (٤).
١٢ - ﴿فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ﴾ أي: أتمهنَّ وفرغ من خلقهن (٥)
﴿وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا﴾ قال قتادة والسدي: يعني: خلق فيها شمسها وقمرها ونجومها (٦)، وخلق في كلّ سماء خلقها من

(١) في (م): كيف كنت.
(٢) ذكره القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٥/ ٣٤٤ وعزاه للثعلبي، وإسماعيل حقي في "روح البيان" ٨/ ٢٣٦ وجاء فيه أن النبي هو موسى عليه السلام.
(٣) في (م): وقال.
(٤) انظر: "المحرر الوجيز" لابن عطية ١٣/ ٨٥، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٥/ ٣٤٤، "البحر المحيط" لأبي حيان ٧/ ٤٦٦، "الدر المصون" للحلبي ٩/ ٥١١ وجميعهم نسب هذِه القراءه إلى ابن عباس، ومجاهد، وابن جبير، وزاد القرطبي: عكرمة.
(٥) "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ١٦٦، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٨/ ٣٤٥ بنحوه، "تفسير الخازن" ٤/ ٨١.
(٦) أخرجه الطبري في "تفسيره" عن قتادة ٢٤/ ٩٩، وذكره البغوي في "تفسيره" ٧/ ١٦٦، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٥/ ٣٤٥، والماوردي في "النكت والعيون" ٥/ ١٧٣ ونسبه لقتادة.


الصفحة التالية
Icon