وقال عطاء بن أبي رباح: ألا تخافوا ولا تحزنوا على ذنوبكم، فإنّي أغفرها لكم (١).
وقال أهل الإشارة (٢) في هذِه الآية: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا﴾ بالوفاء على ترك الجفاء ﴿تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ﴾ بالرضا ألا تخافوا من العناء، ولا تحزنوا على الفناء، وأبشروا بالبقاء مع الذي كنتم توعدون من اللقاء، ألا (٣) تخافوا، فلا خوف على أهل الاستقامة، ولا تحزنوا فإن لكم أنواع الكرامة، وأبشروا بالجنّة التي هي دار السلامة. لا تخافوا فعلى دين الله استقمتم، ولا تحزنوا فبحبل الله اعتصمتم، وأبشروا بالجنّة وإن أذنبتم وأجرمتم، لا تخافوا فطال ما رهبتم، ولا تحزنوا فقد نلتم ما طلبتم، وأبشروا بالجنّة التي فيها رغبتم.
ألا تخافوا فأنتم أهل الإيمان، ولا تحزنوا فأنتم أهل الغفران، وأبشروا بالجنّة التي هي دار الرضوان. ألا تخافوا فأنتم أهل الشهادة، ولا تحزنوا فأنتم أهل السعادة، وأبشروا بالجنّة التي هي

(١) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ١٧٣، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٥/ ٣٥٩، "تفسير الخازن" ٤/ ٨٥.
(٢) في (م) و (ت): أهل اللسان.
وأهل الإشارة: هم المتصوفة أصحاب التفسير الإشاري، وهو تأويل القرآن بغير ظاهره لإشارة خفية تظهر لأرباب السلوك والتصوف. انظر: "مناهل العرفان" ٢/ ٨٦.
(٣) في (ت): قوله سبحانه وتقدس: ﴿وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ﴾ وقيل: ألا.


الصفحة التالية
Icon