وانتفاعهم بما يوعظون به، كأنهم ينادون إلى الإيمان والقرآن من حيث لا يسمعون لبعد المسافة (١).
٤٥ - ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ﴾
فمؤمن به وكافر، ومصدّق ومكذّب، كما اختلف قومك في كتابك ﴿وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ﴾ في تأخير العذاب ﴿لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ﴾ لفرغ من عذابهم، وعجل إهلاكهم (٢)
٤٦ - ﴿وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (٤٥) مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (٤٦)﴾
٤٧ - قوله تعالى: ﴿إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ﴾
فإنّه لا يعلمه غيره (٣)، وذلك أنّ المشركين، قالوا للنبي - ﷺ -: لئن كنت نبيًّا، فأخبرنا عن الساعة متى قيامها؟ وإن كنت لا تعلم ذلك فإنّك لست بنبيٍّ. فأنزل الله تعالى هذِه الآية (٤).
﴿وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ﴾ صلة (٥)، قرأ ﴿ثَمَرَاتٍ﴾ بالجمع أهلُ المدينة

(١) انظر: "الوجيز" للواحدي ٢/ ٩٥٨، "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ١٧٧، "تفسير النسفي" ٣/ ٢٤٠، "تفسير الخازن" ٤/ ٨٨.
(٢) انظر: "تفسير الطبري" ٢٤/ ١٢٩، "الوجيز" للواحدي ٢/ ٩٥٨، "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ١٧٧، "الجامع" للقرطبي ١٥/ ٣٧٠.
(٣) انظر: "تفسير الطبري" ٢٥/ ١، "الوجيز" للواحدي ٢/ ٩٥٨.
(٤) ذكره ابن الجوزي في "زاد المسير" ٧/ ٢٦٤ وفيه أن اليهود هم من سأل رسول الله - ﷺ -.
(٥) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" ١٥/ ٣٧١، "روح المعاني" للآلوسي ٢٥/ ٢.


الصفحة التالية
Icon