﴿يَنَابِيعَ﴾ عيونًا ﴿فِي الْأَرْضِ﴾ قال الشعبي والضحاك: كل ماء في الأرض فمن السماء نزل إنما ينزل من السماء إلى الصحرة ثم يقسم منها العيون والرّكايا (١) ﴿ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ﴾ أي بالماء ﴿زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ
والمقصود بالصخرة هي صخرة بيت المقدس، فقد أخرج عبد بن حميد عن أبي العالية في قوله تعالى {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (٧١)﴾ [الأنبياء: ٧١]. قال: هي الأرض المقدسة التي بارك الله فيها للعالمين، لأن كل ماء عذب في الأرض منها يخرج، يعني من أصل الصخرة التي في بيت المقدس. "الدر المنثور" للسيوطي ٤/ ٥٨١ - ٥٨٢.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي بن كعب في قوله تعالى ﴿إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: ٧١]. قال: الشام، وما من ماء عذب إلا يخرج من تلك الصخرة التي ببيت المقدس يهبط من السماء إلى الصحرة ثم يتفرق في الأرض. "الدر المنثور" للسيوطي ٤/ ٥٨١.
والأحاديث والآثار التي وردت في فضل الصخرة كثيرة لا يصح منها شيء. انظر: "أسنى المطالب في أحاديث مختلفة المراتب" للحوت (ص ٣٧٧)، "تنزيه الشريعة" لابن عراق ١/ ١٧٩، "الفوائد المجموعة" للشوكاني (ص ٤٢٨).
قال ابن القيم في "المنار المنيف" (ص ١٥٦): كل حديث في الصخرة فهو كذب مفترى. اهـ.
والذين ذكروا هذا القول -أعني نزول الماء من السماء إلى الصخرة- في تفاسيرهم كالزمخشري والنسفي وأبي السعود لم يعقبوا عليه بشيء إلا أنهم حكوه بصيغة التمريض.
والركايا: جمع ركيّة وهي البئر تُحفر. "لسان العرب" لابن منظور ١٤/ ٣٣٤ (ركا).