الأمم الخالية، وقال مجاهد: معناه من قبلهم؛ أي: من قبل مشركي مكّة وهم اليهود والنصارى ﴿لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ﴾
١٥ - ﴿فَلِذَلِكَ﴾ أي: فإلى ذلك الذين أوتوا الكتاب.
﴿فَادْعُ﴾ كقوله: ﴿بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (٥)﴾ (١) أي: إليها ﴿وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ﴾ اثبت على الذي أمرت به ﴿وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ﴾ أي: أن أعدل أو كي أعدل، كقوله: ﴿وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (٢).
قال ابن عباس وأبو العالية: لأسوي بينكم في الدّين، فأؤمن بكلّ كتاب وكلّ رسول، وقال غيرهما: لأعدل بينكم في جميع الأحوال والأشياء. قال قتادة: أُمر نبي الله - ﷺ - أن يعدل، فعدل حتّى مات، والعدل ميزان الله تعالى في الأرض، وذكر لنا أنّ داود عليه السَّلام، قال: ثلاث من كنّ فيه فهو الفائز: القصد في الغني والفقر، والعدل في الرضا والغضب، والخشية في السرّ والعلانية، وثلاث من كنّ فيه أهلكته: شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه، وأربع من أعطهنّ، فقد أعطي خير الدّنيا والآخرة: لسان ذاكر، وقلب شاكر، وبدن صابر، وزوجة مؤمنة.
﴿اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ﴾ لا خصومة.
﴿بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ﴾ نسختها آية القتال ﴿اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا﴾ في المعاد لفصل القضاء. (وإليه المصير).

(١) الزلزلة: ٥.
(٢) الأنعام: ٧١.


الصفحة التالية
Icon