أعرضت عنه ولَّيته صفحة عنقك (١)، قال كثير:

صَفُوحًا فما تَلقَاكَ إلا بَخيلَةً (٢) فمَن مَلَّ مِنْهَا ذَلِكَ الوَصل مَلَّتِ (٣)
أي: معرضةً بوجهها (٤)، وضربت عن كذا وأَضربت (٥) إذا تركته وأمسكت عنه (٦) ﴿أَنْ كُنْتُمْ﴾ قرأ أهل المدينة والكوفة إلَّا عاصمًا ﴿أَنْ﴾ بكسر الألف (٧)، على معنى (إذ) (٨)، كقوله سبحانه: ﴿وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ (٩)، وقوله تعالى: {إِن أرَدْنَ
(١) انظر: "زاد المسير" لابن الجوزي ٧/ ٣٠٢، و"الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٦/ ٦٣.
(٢) في (م): نحيلة.
(٣) هذا بيت من قصيدته التي مطلعها: خَليَلَّي هذا رَبْعُ عَزَّةَ فاعْقِلا.. ، ويصف الشاعر في البيت امرأَةَ أَعرضت عنه، انظر "ديوان كثير" (ص ٧٧)، "الشعر والشعراء" لابن قتيبة ١/ ١١٢، و"لسان العرب" ٢/ ٥١٥.
(٤) انظر: "زاد المسير" لابن الجوزي ٧/ ٣٠٢، و"رموز الكنوز" للرسعني ٧/ ٩٩.
(٥) في (ت): وأضربته.
(٦) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ٢٠٦، "زاد المسير" لابن الجوزي ٧/ ٣٠٢، "فتح القدير" للشوكاني ٤/ ٧١٦.
(٧) "الغاية" لابن مهران (ص ١١٨)، "التيسير" للداني (ص ٤٥٢)، "تحبير التيسير" لابن الجزري (ص ٥٤٧)، وهم: نافع، وأبو جعفر، وحمزة، والكسائي، وخلف.
(٨) انظر: "تفسير الطبري" ٢٥/ ٥٠، "الجامع لأحكام القرآن" اللقرطبي ١٦/ ٦٣.
(٩) البقرة: ٢٧٨.


الصفحة التالية
Icon