متى تأتِهِ تعشو إلى ضَوءِ نارِه تجِد خَيْرَ نارٍ عندها خيرُ (١) مُوقِدِ (٢)
وروى أبو نوفل بن أبي عقرب عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنَّه قرأ: (وَمَن يَعشَ) بفتح الشين (٣)، ومعناه: يعم، يقال منه: عَشِيَ يَعْشَى عَشًا إذا عمي، ورجل أعشى، وامرأةٌ عشواء (٤). ومنه قول الأعشى:
رَأَتْ رَجُلًا غائب الوافِديـ ـــــــــنِ مختلِفَ الخَلقِ أعْشَى ضريرا (٥)
(١) في (م): غير.
(٢) هذا البيت للحطيئة، من قصيدة له يمدح بها قيس بن شماس، وهو في ديوانه (ص ٥١)، وانظر: "كتاب العين" للخليل بن أحمد ٢/ ١٨٧، و"مجاز القرآن" لأبي عبيدة ٢/ ٢٠٤، و"المحرر الوجيز" لابن عطية ١٣/ ٢٢٢، و"الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٦/ ٨٩ والشاهد: تعشو إلى ضوء ناره، أي: تنظر إليها نظر العشي؛ لما يضعف بصرك من عظيم الوقود واتساع الضوء "الكشاف" ٥/ ٤٤٢، "رموز الكنوز" ٧/ ١٢١.
(٣) انظر: "معاني القرآن" للفراء ٣/ ٣٢، "تفسير الطبري" ٢٥/ ٧٣ ولم ينسباها، "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ٢١٣، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٦/ ٨٩ وزاد نسبتها لعكرمة، "البحر المحيط" لأبي حيان ٨/ ١٦ ونسبها ليحيي بن سلام.
(٤) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ٢١٣، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٦/ ٨٩.
(٥) البيت في "ديوان الأعشى" (ص ١٤٥)، و"تفسير الطبري" ٢٥/ ٧٣، و"الصحاح" للجوهري ٣/ ١١٥، و "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٦/ ٨٩.
الوافدين: هُمَا النَّاشِزَانِ مِن الخَدَّيْنِ عند المَضْغِ، ومن ذلك قولهم: (مَنْ شَابَ غَاب وافِدَاهُ) انظر: "تاج العروس" ٩/ ٣١٤.


الصفحة التالية
Icon