وقيل: معناه يا أيّها الذي غلبنا بسحره (١)، كقول العرب: خاصمته فخصمته، أي: غلبته بالخصومة، وناضلته فنضلته، ونحوها (٢).
ويحتمل أنّهم أرادوا به الساحر على الحقيقة عيبًا منهم إياه، فلم يناقشهم موسى - ﷺ - في مخاطبتهم إياه بذلك رجاء أن يؤمنوا (٣).
﴿ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ﴾ أي: لما (٤) أخبرتنا عن عهده إِليكَ إِنَّا إن آمنا كشف عنا، فسله يكشف عنا (٥) ﴿لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ﴾ فإننا مؤمنون (٦).
٥٠ - ﴿فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ (٥٠)﴾
ينقضون عهدهم، ويصرّون على كفرهم، ويتمادون في غيهم (٧).

= لابن الجوزي ٧/ ٣٢٠، "رموز الكنوز" للرسعني ٧/ ١٣٠ ونسبه الأخيرين لابن عباس.
(١) انظر: "النكت والعيون" للماوردي ٥/ ٢٢٩ ونسب القول لابن بحر، "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ٢١٧، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٦/ ٩٧.
(٢) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٦/ ٩٧، "روح المعاني" للألوسي ٢٥/ ٨٨ مختصرًا.
(٣) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٦/ ٩٧، "البحر المحيط" لأبي حيان ٨/ ٢٢.
(٤) في (م) و (ت): بما.
(٥) انظر: "تفسير الطبري" ٢٥/ ٨٠، "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ٢١٧، "لباب التأويل" للخازن ٤/ ١٠٧.
(٦) "الوجيز" للوا حدي ٢/ ٩٧٥، "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ٢١٧.
(٧) انظر: "تفسير الطبري" ٢٥/ ٨٠، "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ٢١٧، "لباب التأويل" للخازن ٤/ ١٠٧.


الصفحة التالية
Icon