أي: أخرجك أهلها يدلّ عليه قوله تعالى ﴿أَهْلَكْنَاهُمْ﴾ ولم يقل: أهلكناها (١) ﴿فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ﴾ قال ابن عبّاس - رضي الله عنهما -: لما خرج رسول الله - ﷺ - من مكّة إلى الغار، التفت إلى مكّة، فقال: "أنت أحبّ بلاد الله إلى الله، وأحبّ بلاد الله إليّ، ولو أنّ المشركين لم يخرجوني لم أخرج منك" فأنزل الله تعالى هذِه الآية (٢).
١٤ - قول تعالى: ﴿أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ﴾
وهو محمّد - ﷺ - (٣) والمؤمنون (٤) ﴿كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ﴾ وهم أبو جهل، والمشركون (٥).
١٥ - قوله تعالى: ﴿مَثَلُ﴾ شبه (٦)، وصفة (٧) ﴿الْجَنَّةِ﴾

(١) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ٢٨٢، "رموز الكنوز" للرسعني ٧/ ٢٥٦، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٦/ ٢٣٥.
(٢) أخرجه الطبري في "تفسيره" ٢٦/ ٤٨، وابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير" ٧/ ٢٠٥ كلاهما من حديث ابن عباس، بنحوه مطولًا، وعزاه السيوطي في "الدر" ٦/ ٢٤ لعبد بن حميد وأبي يعلى وابن مردويه.
(٣) ذكره الماوردي في "تفسيره" ٥/ ٢٩٦، وابن الجوزي في "زاد المسير" ٧/ ٤٠٠، والرسعني في "رموز الكنوز" ٧/ ٢٥٦ ثلاثتهم عن أبي العالية.
(٤) ذكره الواحدي في "الوجيز" ٢/ ١٠٠٢، والبغوي في "تفسيره" ٧/ ٢٨٢، وابن الجوزي في "زاد المسير" ٧/ ٤٠٠ عن الحسن.
(٥) انظر: "الوجيز" للواحدي ٢/ ١٠٠٢، "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ٢٨٢، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٦/ ٢٣٥.
(٦) انظر: "تفسير مقاتل بن سليمان" ٣/ ٢٣٦.
(٧) انظر: "تأويل مشكل القرآن" لابن قتيبة (ص ٤٩٦)، "تفسير الطبري" ٤٩/ ٢٠٠، "الوجيز" للواحدي ٢/ ١٠٠٢، "تفسير الخازن" ٤/ ١٣٦.


الصفحة التالية
Icon