فلم يبايعهم على الموت، وإنّما بايعهم على أن لا يفرّوا (١).
وقال جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: فبايع رسولَ الله - ﷺ - النّاس، ولم يتخلّف عنه أحد من المسلمين حضرها إلّا الجد بن قيس أخو بني سلمة، لكأنّي أنظر إليه لاصقًا بإبط ناقته مستترًا بها من النّاس (٢).
وكان أوّل من بايع بيعة الرضوان رجلًا من بني أسد يقال له: أبو سنان بن وهب. ثمّ أتى رسول الله - ﷺ - إنّ الَّذي ذُكر من أمر عثمان - رضي الله عنه - باطل.
واختلفوا في مبلغ عدد أهل بيعة الرضوان:
فروى شعبة (٣)، عن عمرو بن مُرّة (٤)، قال: سمعت عبد الله بن أبي أوفى - رضي الله عنه - (٥) يقول: كنّا يوم الشجرة ألفًا وثلاثمائة، وكافت أسلم يومئذ من (٦) المهاجرين (٧).

(١) أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" ٥/ ٥٤ بنحوه، قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٦/ ١٤٦: رواه الطبراني وإسناده جيد إلا أن الربيع بن أنس قال: عن أبي العالية أو عن غيره. وقال شعيب الأرناؤوط: إسناده ضعيف.
(٢) ذكره ابن كثير في "تفسيره" ٧/ ٢٢٢.
(٣) شعبة بن الحَجَّاج بن الوَرد العَتكي، ثقة حافظ متقن.
(٤) عمرو بن مُرَّة بن عبد الله الجَمَلي المُرَادي، ثقة عابد، كان لا يدلس، ورمي بالإرجاء.
(٥) صحابي جليل.
(٦) في مصادر التخريج: ثمن.
(٧) التخريج:
أخرجه البخاري في كتاب: المغازي، باب: غزوة الحديبية (٤١٥٥)، مسلم في كتاب الإمارة، باب: استحباب مبايعة الإمام الجيش عند ارادة القتال وبيان بيعة الرضوان تحت الشجرة (٤٩٢٢) كلاهما من طريق شعبة به، بنحوه.


الصفحة التالية
Icon