وقال مجاهد: أقبل نبي الله -صلى الله عليه وسلم- معتمرًا، فأخذ أصحابه ناسًا من أهلِ الحرمِ غافِلين، فأرسَلَهم النبيّ - ﷺ - فذلك الإظفارُ ببطنِ مكّةَ (١).
وقال قتادة: ذُكر لنا أنَّ رجلًا من أصحاب النبي - ﷺ - يقال له: زُنيم - رضي الله عنه - اطّلع الثنيَّة من الحديبيّة، فرماه المشركون بسهم (٢) فقتلوه، فبعث رسول الله - ﷺ - خيلًا، فأتوه باثنى عشر فارسًا من الكفّار، فقال لهم نبيّ الله - ﷺ -: "هل لكم عليَّ عهد؟ هل لكم عليَّ ذمّة؟ ". قالوا: لا، فأرسلهم، فأنزل الله تعالى هذِه الآية (٣).
وقال ابن أَبزى، والكلبي: هم أهل الحديبية، وذلك أنّ النبيّ - ﷺ - لمّا خرج بالهَدي وانتهى إلى ذي الحُلَيفة، فقال له عمر - رضي الله عنه -: يا نبي الله تدخُلُ على قوم لك حرث بغيرِ سلاحٍ، ولا كُرَاعٍ (٤)؟ قال: فبعث إلى المدينة، فلم يَدَع فيها كُرَاعًا ولا سِلاحًا إلّا حَمَله، فلمّا دنى من مكّة منعوه أن يدخل، فساروا (٥) حتّى أتى (٦) منى، فنزل (٧) منى، وأتاه

(١) "تفسير مجاهد" (ص ٦٠٢)، وأخرجه الطبري في "تفسيره" ٢٦/ ٩٤، وذكره القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٦/ ٢٨١.
(٢) في (م): أسهم.
(٣) أخرجه الطبري في "تفسيره" ٢٦/ ٩٤، وفي "تاريخه" ٢/ ٦٣٠، وأخرجه عبد بن حميد -كما في "الإصابة" ١/ ٥٥٢ - من طريق شيبان عن قتادة، وذكره القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٦/ ٢٨١.
(٤) الكُراع: اسم يجمع الخيل والسلاح. انظر: "المعجم الوسيط" ٢/ ٧٨٣ [كرع].
(٥) في (م): فسار.
(٦) في (ت): أتوا.
(٧) في (ت): فنزلوا.


الصفحة التالية
Icon