الهدي، وأشعَره (١)، وأحرَم بالعمرة.
وبعث بين يديه عينًا له من خزاعةَ (٢) يخبره عن قريش.
وسار النبيّ - ﷺ - حتّى إذا كان بغدير الأشطاط (٣)، قريبًا من عُسفان (٤) أتاه عينُه الخُزاعي، فقال: إنّي تركت كعب بن لُؤَي وعامر بن لُؤَي، قد جمَعوا لك الأحابيش (٥)، وهم مُقاتِلوك، وصادُّوك عن البيتِ، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أَشيروا عليَّ، أَتَرَون أن نَمِيلَ على ذَراري هؤلاء الذين عاونوهم فنُصيبهم؟ فإن قعدوا قعدوا مَوتُورين، وإن نجوا تَكُن عُنُقًا قطَعَها اللهُ، أو تَرَون أن نَؤُمَّ البيت، فمن صدّنا عنه

= وقلده القلادة جعلها في عنقه، والبدنة علق في عنقها شيئا ليعلم أنها هدي. انظر: "المعجم الوسيط" ٢/ ٧٥٤.
(١) أشْعَرَ الهدي: إذا طعن في سنامه الأيمن حتَّى يسيل منه دم ليُعلم أنَّه هدي. انظر: "مختار الصحاح" ١/ ٣٥٤.
(٢) هو: بُسر بن سفيان، على الصحيح، كما ذكره الحافظ ابن حجر في "الفتح" عن ابن إسحاق، ٥/ ٣٣٤.
(٣) غدير الأشطاط: أشطاط بالفتح، يجوز أن يكون جمع شط وهو البعد أو جمع الشطط وهو الجور ومجاوزة القدر وغدير الأشطاط قريب من عسفان. انظر: "معجم البلدان" ١/ ١٩٨.
(٤) عُسْفَانُ: بِضَمِّ العَيْنِ وَسُكُونِ السِّينِ، وهي بَلْدَةٌ عَلَى ٨٠ كَيْلًا مِنْ مَكَّةَ شَمَالًا عَلَى طريق إلَى المَدِينَةِ. انظر: "المعالم الجغرافية الواردة في السيرة" (ص ٣٤١).
(٥) الأحابيش: واحدها أحبوش بضمتين، وهم: بنو الهون بن خزيمة بن مدركة، وبنو الحارث بن عبد مناة بن كنانة، وبنو المصطلق من خزاعة، كانوا تحالفوا مع قريش قيل: تحت جبل يقال له الحبشي أسفل مكة، وقيل: سموا بذلك لتحبشهم أي تجمعهم والتحبش التجمع والحباشة الجماعة. "الفتح" ٥/ ٣٣٤.


الصفحة التالية
Icon