وأفضل ما نِلتم من المجد والعُلى ردافتنا من بعد ذكر الأكارم (١)
فإن كنتمُ جئتم بحقنِ دمائكم وأموالكم أن تُقْسَمُوا في المقَاسِمِ
فلا تجعلوا لله ندًّا وأسلموا ولا تفخروا عند النبيِّ بدارم
وإلَّا (٢) ورب البيت مالت أكُفُّنا على هامكم بالمرهفات الصوارِمِ (٣)
قال: فقام الأقرع بن حابس، فقال: إنَّ محمدًا لمُؤتَّى (٤) له، والله ما أدري ما هذا الأمر، تكلم خطيبنا فكان خطيبهم أحسن قولًا، وتكلم شاعرنا فكان شاعرهم أشعر وأحسن قولًا، ثم دنا من النبي - ﷺ - فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسوله، فقال له النبي - ﷺ -: "ما يضرك ما كان قبل هذا" (٥) ثم أعطاهم رسول الله - ﷺ - وكساهم، وقد كان تخلَّف في ركابهم عمرو بن الأهتم وكان قيس بن عاصم يبغضه
(١) في (ح): المكارم.
(٢) في (ت): فلا.
(٣) انظر: "ديوان حسان بن ثابت" (٢٢٩ هـ)، "السيرة النبوية" لابن هشام ٤/ ٢١٢، "أسباب النزول" للواحدي (ص ٤٠٦)، "البداية والنهاية" لابن كثير ٥/ ٤٤، "شرح الديوان" لعبد الرحمن البرقوقي (٤٣٦).
المرهفات الصوارم: السيوف القاطعة.
(٤) مُؤَتَّى: معطى. انظر: "لسان العرب" لابن منظور ١٤/ ١٧ (أتي).
(٥) كأنه يعني بذلك الإسلام يجب ما قبله.


الصفحة التالية
Icon