العرب إلى النبي - ﷺ - فقال بعضهم لبعض: انطلقوا بنا إلى هذا الرجل، فإن يكن نبيًّا، فنحن أسعد الناس به، وإن يكن ملكًا، نعش في جناحه (١) فجاؤوا إلى حجرة النبي - ﷺ -، فجعلوا ينادونه: يا محمد، يا محمد، فأنزل الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ﴾ (٢) وهو جمع الحُجَر، والحُجَر جمع الحُجرة، فهو جمع الجمع (٣) وفيه لغتان: فتح الجيم وهي قراءة أبي جعفر كقول الشاعر (٤):

ولما رأونا باديا رُكبَاتُنا على موطن لا تخلط الجِدَّ بالهَزْلِ
(وضمه هي قراءة الباقين (٥) والضم أجود) (٦)، كقول الشاعر (٧):
(١) في (ح) إشارة إلى الحاشية كتب جنابة قلت: ربما كان اللفظ في الحاشية تفسيرًا لكلمة جناحه.
(٢) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٢٦/ ١٢١، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ١٠/ ٣٣٠٢، والطبراني في "المعجم الكبير" ٥/ ٢١٠ - ٢١١، وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" ٦/ ٨٩ لابن راهويه ومسدد وأبي يعلى، ولم أجده.
(٣) انظر: "معاني القرآن" للزجاج ٥/ ٣٣، "لسان العرب" لابن منظور ٤/ ١٦٨ (حجر).
(٤) لم أجد البيت، والشاهد في قوله: ركباتُنا فجمعها رُكبَات وزن حُجرات فكأنه يقصد بها الشاهد.
(٥) انظر: "معاني القرآن" للفراء ٣/ ٧٠، "تحبير التيسير" لابن الجزري (ص ١٨٢).
(٦) في (ح): والضمة أجود وهي قراءة الباقين.
(٧) هو رجل من الحبطات من بني عمرو بن تميم وهم بنو الحارث، وذلك أنَّ رجلًا منهم خطب امرأة من قبيلة الفرزدق وهم بنو دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد بن مناة بن تميم، فقال الفرزدق: =


الصفحة التالية
Icon