وفي هاتين الآيتين دليل على أنَّ البغي لا يزيل اسم الإيمان، لأنَّ الله عز وجل سماهم إخوةً مؤمنين، مع كونهم باغين عاصين، يدل عليه ما روى الحارث الأعور أنَّ علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - سئل -وهو القدوة- في قتال أهل البغي عن أهل الجمل وصفين، أمشركون هم؟ فقال: لا، من الشرك فروا، فقيل: أفهم منافقون (١) فقال: لا، إنَّ (٢) المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلًا، قيل: فما حالهم؟ قال: إخواننا بغوا علينا (٣).
[٢٨٠١] وقد أخبرني ابن فنجويه (٤)، قال: حدثنا ابن شنبة (٥)، قال: حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي (٦)، قال: حدثنا أبو نصر التمار (٧)، قال: حدثنا كوثر (٨)،

= "المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه.. " إلى آخر الحديث البخاري، كتاب المظالم، باب لا يظلم المسلم المسلم (٢٤٤٢)، مسلم كتاب البر والصلة، باب تحريم الظلم (٢٥٨٠)، "الكشاف" للزمخشري ٤/ ٣٦٦، "الكاف الشاف" لابن حجر ٤/ ٣٦٦.
(١) في (ح): أهم منافقون.
(٢) في (ت): لأن.
(٣) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ٣٤١، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٦/ ٣٢٣، "لباب التأويل" للخازن ٦/ ١٨٧.
(٤) الحسين الدينوري، ثقة صدوق، كثير الرواية للمناكير.
(٥) عبيد الله بن محمد بن شنبة، لم يذكر بجرح أو تعديل.
(٦) أبو عبد الله البغدادي، ثقة.
(٧) عبد الملك بن عبد العزيز القُشيري، ثقة.
(٨) كوثر بن حَكيم، أبو مَخْلد الحلبي، نزل حلب، قال أحمد بن حنبل: ليس يسوى =


الصفحة التالية
Icon