١٢ - قوله عز وجل ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ﴾ (١)
نزلت في رجلين من أصحاب رسول الله - ﷺ - اغتابا رفيقهما، وذلك أنَّ رسول الله - ﷺ - كان إذا غزا أو سافر ضم الرجل المحتاج إلى رجلين موسرين يخدمهما ويخف في حوائجهما، ويتقدم لهما إلى المنزل فيهيء لهما ما يصلحهما من الطعام والشراب، فضم سلمان الفارسي - رضي الله عنه - إلى رجلين في بعض أسفاره فتقدم سلمان - رضي الله عنه - إلى المنزل؛ فغلبته عيناه فلم يهيِّئ لهما شيئًا، فلما قدما، قالا له: ما صنعت شيئًا؟ قال: لا، قالا: ولم؟ قال: غلبتني عيناي، فقالا له: انطلق إلى رسول الله - ﷺ - واطلب لنا منه (٢) طعامًا وإدامًا، فجاء سلمان - رضي الله عنه - إلى رسول الله - ﷺ - وسأله طعامًا، فقال له رسول الله - ﷺ -: "انطلق إلى أسامة بن زيد، وقل له إن كان عنده فضل من طعام وإدام فليعطك"، وكان أسامة - رضي الله عنه - خازن رسول الله - ﷺ -، على رحله فأتاه فقال: ما عندي شيء فرجع سلمان - رضي الله عنه - إليهما وأخبرهما بذلك فقالا: كان عند أسامة ولكن بخل، فبعثا سلمان
ما أعلنه مما ظن بأخيه | انظر "تفسير مقاتل" ٤/ ٩٦، "الوسيط" للواحدي ٤/ ١٥٥. |