حتى أتاني من قريظة عالمٌ حَبْرٌ لعمرك في اليهود مسود
قال انزجر عن قرية محفوظة لنبي مكة من قريش مَهتد
فعفوت عنهم عفوَ غير مُتَرِّب (١) وتركتهم لعقاب يوم سرمد
وتركتهم لله أرجو عفوه يوم الحساب من الجحيم الموقَدِ
ولقد تركت بها له من قومنا نفرا أولي حسب وناس يُحمد
نفرًا يكون النصر في أعقابهم أرجو بذاك ثواب رب محمد
فلما أجابهما تبع إلى دينهما أكرمهما، وانصرف عن المدينة وخرج بهما إلى اليمن. قال (٢) قتادة وابن إسحاق: ذم الله قوم تبع ولم يذم تبعًا فقصد مكة لهدم البيت، فقيل له: إنَّ لهذا البيت ربًّا يحميه، فندم وتاب وأحرم ودخل مكة وطاف بالبيت وكساه الحبر، وهو أول من كسى الكعبة (قالت سبيعة بنت الأحب النضرية لابنها (٣) تذكره حق مكة
(١) التتريب: كثرة المال. انظر: "لسان العرب" لابن منظور ١/ ٢٢٨ (ترب).
(٢) ليست في (ت).
(٣) خالد بن عبد مناف بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب. انظر: "البداية والنهاية" لابن كثير ٢/ ١٦٥.


الصفحة التالية
Icon