هذان الحديثان في القَدَمِ والرجل صحيحان مشهوران، ولهما طرقٌ من حديث أبي هريرة وأنس - رضي الله عنهما - تركت ذكرَهما كراهة الإطالة، ومعنى القَدَمِ المذْكُور في هذا الحديث المأثور قومٌ بعثهم الله تعالى إلى جهنم يملؤها بهم قد سبق في علمه أنهم صائرون إليها وخالدون فيها (١).
قال النضرُ بن شُمَيْل: سألت الخليلَ بن أحمد، عن معنى هذا الخبر، فقال: هم قومٌ قدَّمهم الله تعالى للنار (٢).
وقال عبد الله بن المبارك: هم من سبق علمه أنه من أهل النار، وكلُّ ما تقدم فهو قدم قال الله تعالى: ﴿أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ﴾ يعني: أعمالًا صالحةً قدَّموها (٣).
وقال الشاعر يذمُّ رجلًا:

قعدَتْ به قدم الفخار فأصبحت أسبابه مرفصة من حالق (٤)
يعني: أنه ليس له آباء يفتخرُ بهم على أنَّ الأوزاعي (٥) روى هذا الحديث عن حسان بن عطية (٦) عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: حتى يضع الجبارُ
= من طريق عبد الله بن محمد عن عبد الرزاق به بنحوه، ومسلم كتاب الجنة، باب النار يدخلها الجبارون، والجنة يدخلها الضعفاء (٢٨٤٦).
(١) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ١٩.
(٢) لم أجده.
(٣) انظر: "فتح الباري" لابن حجر ٩/ ٥٧٣، ولم ينسبه.
(٤) لم أقف عليه.
(٥) عبد الرحمن بن عمرو، ثقة جليل فقيه.
(٦) أبو بكر الشامي المحاربي، ثقة فقيه عابد.


الصفحة التالية
Icon