وقال ابن إسحاق: تحمله (١) تسعة أشهر، وفصاله من اللبن لأحدٍ (٢) وعشرين شهرًا (٣)
﴿حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ﴾ نهاية قوّته وقامته وغاية شبابه واستوائه وهو ما بين ثماني عشرة سنة إلى أربعين سنة، فذلك قوله: ﴿وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً﴾ (٤).
قال السدي والضحاك: نزلت هذِه الآية في سعد بن أبي وقّاص - رضي الله عنه -، وقد مضت القصة (٥).

= ٢٣٣] أن أقل مدة الحمل ستة أشهر، لأن مدة الرضاع -وهي سنتان- إذا سقطت من الثلاثين شهرًا، بقي ستة أشهر، مدة الحمل. (قاله ابن سعدي في "تيسير الكريم الرحمن" (ص ٧٢٦). وهذا هو ما استنبطه علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - من هذه الآية، وهو استنباط بديع كما وصفه ابن العربي في "أحكام القرآن" ٤/ ٩١.
(١) في (م) و (ت): (حمله).
(٢) في (ت): (لإحدى).
(٣) لم أجد هذا القول منسوبًا لابن إسحاق عند غير المصنف -حسب بحثي واطلاعي- ووقفت على نحوه منسوبًا لابن عباس - رضي الله عنه -، فلعله تصحيف في اسم القائل، والله أعلم. انظر: "النكت والعيون" للماوردي ٥/ ٢٧٦، "اللباب" لابن عادل ١٧/ ٣٩٤.
(٤) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ٢٥٧، "تفسير الخازن" ٤/ ١٢٥، "اللباب" لابن عادل ١٧/ ٩٤.
(٥) في سورة العنكبوت، آية: (٨) ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾ والقصة كما ذكرها الثعلبي: نزلت في سعد بن أبي وقاص، واسم أبي وقاص: مالك بن يواميان، وذلك أنّه لما أسلم قالت له أمه حمنة بنت أبي سفيان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف: يا سعد بلغني أنّك صبوت.. القصة.


الصفحة التالية
Icon