مولى رسول الله - ﷺ - رضي الله عنه، قال: كان رسول الله - ﷺ - إذا سافر كان آخر عهده بإنسان من أهله، وأوّل من يدخل عليه إذا قدم فاطمة رضي الله عنها، فلمّا قدم من غزاة (١) فأتاها فإذا بمسحٍ (٢) على بابها، ورأى على الحسن والحسين - رضي الله عنهما - قُلبين (٣) من فضّة، فرجع ولم يدخل عليها (٤)، فلمّا رأت ذلك فاطمة - رضي الله عنهما - ظنّت أنَّه (٥) لم يدخل عليها من أجل ما رأى، فهتكت (٦) الستر، ونزعت القلبين من الصّبيين (٧)، فقطعتهُما، فبكى الصبيّان، فقسمته (٨) بينهما نصفين، فانطلقا إلى رسول الله - ﷺ - وهما يبكيان، فأخذه رسول الله - ﷺ - منهما، وقال: "يا ثوبان، اذهب بذا (٩) إلى بني فلان -أهل بيت بالمدينة -، واشتَرِ لفاطمةَ قلادةً من عصبٍ، وسِوارين من عاجٍ (١٠)،

(١) في (م) و (ت): (غزوة).
(٢) المسح: الكساء من شَعَر. "المعجم الوسيط" ٢/ ٨٦٨.
(٣) القُلب: السِّوار. "النهاية" لابن الأثير ٤/ ٩٨.
(٤) في (م): (عليهما).
(٥) في (م): (انها).
(٦) الهَتْك: خَرْق السِّتْر عَمَّا وَرَاءه وقد هَتَكَه فانْهَتَك. "النهاية" لابن الأثير ٥/ ٢٤٣.
(٧) في (م) زيادة: (عليهما السلام).
(٨) في (م): (فقسمتهما).
(٩) قوله (بذا) ليس في (م).
(١٠) العاج: ناب الفيل ولا يسمى غير نابه عاجا، وقال الأزهري: لم يُرد بالعاج ما يُخْرط من أنياب الفِيَلة؛ لأنَّ أنيابها مَيْتَةٌ، وإنما العاج الذُّبْلُ وهو ظهر السُّلَحْفاة البحرية. انظر: "غريب الحديث" لابن الجوزي ٢/ ١٣٣، "المعجم الوسيط" ٢/ ٦٣٤.


الصفحة التالية
Icon