سبحانه إذا انتهى ما يصعد من الأرض إليها قبض منها، وإذا انتهى ما يهبط من فوقها إليها قبض منها فسميت المنتهى؛ لأنه ينتهي إليها كل شيء من أمر الله تعالى ولا يعدوها، وإلي هذا القول ذهب الضحاك (١).
وقيل: لأنه ينتهي إليها ما يعرج من أرواح المؤمنين (٢).
وقيل: لأنه ينتهي إليها كل من مات على سنة رسول الله - ﷺ - ومنهاجه (٣).
وروى الربيع (٤)، عن أبي العالية (٥)، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال: لما أسري برسول الله - ﷺ - انتهي به إلى السدرة، فقيل له: هذِه سدرة المنتهى ينتهي إليها كل أحد خلا من أمتك على سنتك، فإذا هي شجرة تخرج من أصلها أنهار من ماء غير آسن (وأنهار من لبن لم

(١) أورده الطبري ونسبه لابن مسعود - رضي الله عنه - والضحاك، "جامع البيان" للطبري ٢٧/ ٥٢، والماوردي ونسبه لابن مسعود - رضي الله عنه - "النكت والعيون" ٥/ ٣٩٥، ونسبه الواحدي لابن مسعود - رضي الله عنه - "الوسيط" ٤/ ١٩٧، ولم ينسبه ابن الجوزي في "زاد المسير" ٨/ ٦٩، والقرطبي نسبه لابن مسعود، والضحاك "الجامع لأحكام القرآن" ١٧/ ٩٥.
(٢) القول الثالث والرابع متقاربان، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ٩٥.
(٣) أورده الطبري في "جامع البيان" ٢٧/ ٥٣، والماوردي ونسبه للربيع "النكت والعيون" ٥/ ٣٩٥، ونسبه القرطبي لعلي والربيع "الجامع لأحكام القرآن" ١٧/ ٩٥.
(٤) الربيع بن أنس البكري، صدوق له أوهام.
(٥) رفيع بن مهران، ثقة، كثير الإرسال.


الصفحة التالية
Icon