السمن، ثم يأخذ منها الأقط، ويجمع رِسلها (١)، ثم يتخذ منه حيسًا (٢) فيطعم الحاج وكان ببطن نخلة، فلما مات عبدوه من دون الله وهو اللات (٣).
وقال الكلبي: كان اللات رجلًا من ثقيف، يقال له: صرمة بن غنم كان يَسْلأ السمن فيضعها على صخرة فيأتيه العرب فيلت به أسوقتهم، فلما مات الرجل حولت ثقيف تلك الصخرة إلى منازلهم فعبدوها فهذِه الطائف على موضع اللات (٤).
(والعُزى) اختلفوا فيها فقال مجاهد: هي شجرة بنخلة لغطفان يعبدونها (٥) وهي التي بعث إليها رسول الله - ﷺ - خالدَ بنَ الوليد - رضي الله عنه - فقطعها وجعل خالد - رضي الله عنه - يضربها بالفأس ويقول:

يا عُزَّ كفرانك لا سبحانك إني رأيتُ الله قد أهانكِ (٦)
(١) الرِّسل: اللبن، "النهاية" ٢/ ٢٢٢، "غريب الحديث" لابن قتيبة ٢/ ٢٨٠.
(٢) الحيس: هو الطعام المتخذ من التمر والأقط والسمن، "النهاية" ٢/ ٤٦٧.
(٣) ينظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ٤٠٧، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ١٠٠، "لباب التأويل" للخازن ٦/ ٢١٨.
(٤) السابق.
(٥) أورده الزجاج بدون نسبة في "معاني القرآن" ٥/ ٧٢، وينظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ٤٠٧، "زاد المسير" لابن الجوزي ٨/ ٧٢، الخازن ولم ينسبه "لباب التأويل" ٦/ ٢١٨.
(٦) "معاني القرآن" للفراء ٣/ ٩٨، "الوسيط" للواحدي ٤/ ١٩٩، "لباب التأويل" للخازن ٦/ ٢١٨.


الصفحة التالية
Icon