اتبع رسول الله - ﷺ - وصدَّقه على دينه، فعيَّره بعض المشركين، وقال له: أتركت دين الأشياخ وضللتهم، وزعمت أنهم في النار، كان ينبغي أن تنصرهم، قال: إني خشيتُ عذاب الله، فضمن له الذي عاتبه أنه إن أعطاه شيئًا من ماله وعاد إلى شركه أن يحمل عنه عذاب الله، ففعل وأعطى الذي عاتبه بعض ما كان ضمن له، ثم بخل ومنعه تمام ما ضمن له (١) فأنزل الله -عز وجل-: ﴿أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى (٣٣)﴾ أدبر عن الإيمان ﴿وَأَعْطَى﴾ يعني: صاحبه الضامن له ﴿قَلِيلًا وَأَكْدَى﴾ بخل بالباقي (٢).
وقال مقاتل: نزلت في الوليد وكان أعطى رسول الله - ﷺ - عند الإيمان، ثم تولى فنزلت: ﴿أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى (٣٣)﴾ عن الذكر ﴿وَأَعْطَى قَلِيلًا﴾ من الخير بلسانه ثم ﴿وَأَكْدَى﴾ قطعه ولم يقم عليه (٣).
وروى موسى بن عبيدة الربذي عن عطاء بن يسار، قال: نزلت في رجل قال لأهله: جهّزوني أنطلِقْ إلى هذا الرجل -يعني: النبي - ﷺ - فتجهز وخرج فلقيه رجل من الكفار فقال: أين تريد؟ قال: محمدًا؛ لعلِّي أُصيب من خيره، فقال له الرجل: أعطني جهازك وأحمل عنك إثمك، فأعطاه وانصرف فنزلت فيه هذِه الآية (٤).
(٢) ينظر: "جامع البيان" للطبري ٢٧/ ٧١، "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ٤١٣.
(٣) ينظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ٤١٣.
(٤) لم أجده.