وفي الحديث أنَّ النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- قام بنخلة يصلي صلاة الصبح، فقرأ سورة الرَّحْمَن، ومرَّ النفر من الجن، فآمنوا به (١).
ففي هذا دليلٌ على أنها مكية وهي سبعون وست آيات في البَصْرِيّ، وسبع في المدنيَّين والمكي، وثمانٍ في الكُوفيّ والشامي، اختلفوا في خمس آيات، عبد الكُوفيّ والشامي ﴿الرَّحْمَنُ﴾، وعد الكُوفيّ والبصري والشامي ﴿خَلَقَ الْإِنْسَانَ﴾ الأول، وكلهم عدَّ ﴿وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ﴾ إلَّا المكيّ، وكلهم عدَّ ﴿يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ﴾ إلَّا البَصْرِيّ، وعد المدنيان والمكيُّ ﴿شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ﴾ (٢). وعدد كلماتها ثلثمائة وإحدى وخمسون كلمة، وحروفها أَلْف وستمائة وستة وثلاثون حرفًا (٣).
[٢٩٥١] أخبرنا الأستاذ أبو الحسن علي بن محمَّد بن الحسن الخبازي (٤)، قال: حُدّثْتُ عن أَحْمد بن الحسن المقرئ (٥)، قال:
(١) ساقطة من (ح)، وسيأتي تخريجه.
(٢) الاختلافات ساقطة من (ح).
(٣) ينظر: "البيان" للداني (٢٣٧)، "لباب التأويل" للخازن ٧/ ٢، "القول الوجيز" للمخللاتي (٣٠٤)، "منار الهدى" للأشموني (٢٧١).
(٤) إمام ثِقَة.
(٥) أَحْمد بن الحسن، أبو الحسن البغدادي، المعروف بالبطي، مقرئ ضابط جليل مشهور، قرأ على محمَّد بن يحيى الكسائي، وهو من أجلِّ أصحابه، تُوفِّي سنة (٣٣٠ هـ). "غاية النهاية" ١/ ٤٧.