وقال أيضًا في هذِه الآية: كل يوم له إلى العبيد برّ جديد (١).
ويحكى أنَّ بعض الأمراء سأل وزيره عن هذِه الآية؟ فلم يعرف معناها، واستمهله إلى الغد، فرجع الوزير كئيبًا إلى منزله، فقال له غلام أسود: يا مولاي، مالك؟ ما أصابك؟ فزجره، فقال: يا مولاي أخبرني فلعل الله تعالى يسهل لك الفرج على يدي. فأخبره بذلك، فقال له: عُد إلى الأمير، وقل له: إنَّ لي غلامًا أسود إن أذنت لي فسَّر لك هذِه الآية. ففعل ذلك، فدعا الأميرُ الغلامَ، فسأله عن ذلك، فقال له: أيُّها الأمير، شأن الله تعالى أن يولج الليل في النهار، ويولج النهار في الليل، ويخرج الحيَّ من الميت، ويخرج الميت من الحيِّ، ويشفي سقيمًا، ويسقم سليمًا، ويبتلي معافى، ويعافي مبتلى، ويعزُّ ذليلًا، ويذل عزيزًا، ويُفقر غنيًا، ويغني فقيرًا. فقال الأمير له: أحسنت يا غلام، وفرَّجت عنِّي فرَّج الله عنك. ثم أمر بخلع ثياب الوزارة فكساها الغلام، فقال: يا مولاي، وهذا من شأن الله -عز وجل- (٢).
٣٠ - ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٣٠) سَنَفْرُغُ لَكُمْ﴾
قرأ عبدُ الله وأبيُّ: (سنفرغ إليكم).
وقرأ الأعمش، وإبراهيم: (سيُفرَغ لكم) بضم الياء وفتح الراء على

(١) ينظر: "حقائق التفسير" للسلمي أ/٣٢٥، "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ٤٤٧، "لباب التأويل" للخازن ٧/ ٥.
(٢) "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ١٦٧.


الصفحة التالية
Icon