٧ - ﴿وَهُوَ﴾ يعني: محمدًا - ﷺ - (١)،
وأكثر العرب إذا أرادوا العطف في مثل هذا الموضع أظهروا كناية المعطوف عليه فيقولون: استوى هو وفلان، وقل ما يقولون: استوى وفلان (٢)، وأنشد الفراء (٣):

ألم تَرَ أنَّ النَّبع يَصْلُبُ عُوده وَلا يَسْتوَي والخِرْوعُ المُتقصِّفُ (٤)
والمعني: ولا يستوي هو والخروع، ونظير هذِه الآية قوله عز وجل: ﴿أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا﴾ (٥) فعطف الآباء على المكني في ﴿كُنَّا﴾ من غير إظهار نحن، (فالمعني: أئذا كنا ترابًا نحن وآباؤنا، وأجاز
(١) ينظر: "جامع البيان" للطبري ٢٧/ ٤٣، "النكت والعيون" للماوردي ٥/ ٣٩٢، ونسبه لعكرمة "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ٤٥٠، "زاد المسير" لابن الجوزي ٦٤/ ٨.
(٢) "معاني القرآن" للفراء ٣/ ٩٥، "جامع البيان" للطبري ٢٧/ ٤٣، "معاني القرآن" للزجاج ٥/ ٧٠، "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ٤٠٠، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ٨٥.
(٣) الشعر لجرير كما في "ديوانه".
(٤) الديوان (٩٣٢)، "شرح الديوان" (٣٧٩)، "معاني القرآن" للفراء (يخلق عوده) ٣/ ٩٥، "جامع البيان" للطبري ٢٧/ ٤٣، "أساس البلاغة" للزمخشري (قصف) (٥١١)، "باهر البرهان" للغزنوي (١٣٩٣) "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ٨٥.
النبع: شجر يتخذ منه القسي، الخروع: النبت المعروف. المتقصف: المتكسر.
(٥) النمل: ٦٧.


الصفحة التالية
Icon