٢ - ﴿الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ﴾
قالت عائشة - رضي الله عنها -: تبارك الذي وسع سمعه الأصوات كلها، إنَّ المرأة لتحاور رسول الله - ﷺ - وأنا في ناحية البيت أسمع بعض كلامها، ويخفى عليَّ بعضه إذ نزل الله تعالى: ﴿قَدْ سَمِعَ اللَّهُ﴾ الآيات (١) وتلاها عليه رسول الله - ﷺ - قال: "هل تستطيع أن تعتق رقبة"، قال: إذًا يذهب مالي كله، الرقبة غالية وأنا قليل المال، والله يا نبي الله لا أستطيع. قال رسول الله - ﷺ -: "فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟ " قال: لا، والله يا رسول الله وإني لم آكل في اليوم -ثلاث مرات- كَلَّ بصري وخشيت أن تعشو عيني، قال: "فهل تستطيع أن تطعم ستين مسكينًا؟ "، قال: لا والله يا نبي الله إلاَّ أن تعينني على ذلك، فقال رسول الله - ﷺ -: "إني معينك بِخَمْسَةَ عَشَرَ صاعًا وأنا دَاعٍ لك بالبرَكَةِ" فأعانه رسول الله - ﷺ - بخمسة عشر صاعًا. واجتمع لهما أمرهُما (٢).

(١) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٢٨/ ٥، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ١٠/ ٣٣٤٢.
وانظر: "النكت والعيون" للماوردي ٥/ ٤٨٨ بمعناه، وأخرجه الواحدي في "أسباب النزول" عن عروة عنها، "الوسيط" للواحدي ٤/ ٢٥٩، "زاد المسير" لابن الجوزي ٨/ ١٨٠، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ٢٧٠، "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ١٣/ ٤٤١.
(٢) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٢٨/ ٣ عن ابن عباس، وأخرج نحوه الواحدي في "أسباب النزول" (ص ٤٢٨) عن أنس بن مالك إلا أنَّ إسناده ضعيف.


الصفحة التالية
Icon