ومضي مدة يمكنه أن يطلقها فيها فلا يطلقها (١).
وقال قتادة في قوله: ﴿ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا﴾ إذا أراد أن يغشاها ويطأها بعدما حرمها (٢).
وقيل: هو العزم على الوطء (٣) وإليه ذَهبَ أبو حنيفة رحمه الله قال: لمن عزم على وطئها فنوى أن يغشاها كان عودًا وتلزمه الكفارة، وإن لم يعزم على الوطء فلا يكون عودًا (٤). وقال الحسن ومالك: إن وطئها كان عودًا وإن لم يطأها لم يكن عودًا (٥).
وقيل: العود: إعادة لفظ الظهار ثانية قاله أهل الظاهر، وهو قول أبي العالية قال: وظاهر الآية يشهد له؛ لأنَّه قال: ﴿ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا﴾ (٦) أي: إلى قول ما قالوا (٧).

(١) انظر: "الأم" للشافعي ٥/ ٤٠٠، "إعراب القرآن" للنحاس ٤/ ٣٧٢، "الوسيط" للنحاس ٤/ ٢٦٠، "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٥١، "زاد المسير" لابن الجوزي ٨/ ١٨٤، "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ١٣/ ٤٤٨.
(٢) انظر: "جامع البيان" للطبري ٢٨/ ٨، "إعراب القرآن" للنحاس ٤/ ٣٧٢، "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٥١، "زاد المسير" لابن الجوزي ٨/ ١٨٤.
(٣) انظر: "الوسيط" للواحدي ٤/ ٢٦٠، "الجامع لأحكام القرآن" ١٧/ ٢٨٠.
(٤) انظر: "بدائع الصنائع" للكاساني ٣/ ٢٣٦، "جامع البيان" للطبري ٧/ ٢٨، "الوسيط" للواحدي ٤/ ٢٦٠، قال: هو قول أهل العراق.
(٥) انظر: "الوسيط" للواحدي ٤/ ٢٦٠، "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٥١، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ٢٨٠.
(٦) انظر: السابق، "جامع البيان" للطبري ٢٨/ ٨، "إعراب القرآن" للنحاس ٤/ ٣٧٢، ولم ينسبه، "زاد المسير" لابن الجوزي ٨/ ١٨٤، نسبه لداود.
(٧) انظر: "المحلى" لابن حزم ٩/ ١٩٣، "معاني القرآن" ٣/ ١٣٩.


الصفحة التالية
Icon