وقال الحسين بن الفضل: هو الأول بلا ابتداء، والآخر بلا انتهاء، والظاهر بلا اقتراب، والباطن بلا احتجاب (١).
وقال القناد: ﴿الْأَوَّلُ﴾ السابق إلى فعل الخير، والمتقدم على كل محسن إلى فعل الإحسان، و ﴿الْآخِرُ﴾ الباقي بعد فقد الخلق والخاتم بفعل الإحسان، و ﴿الظَّاهِرُ﴾ الغالب القاهر لكل أحد، ومن غلب على شيء فقد ظهر عليه، و ﴿الْبَاطِنُ﴾ الذي يعلم الظواهر ويطلع على السرائر، والظاهر أيضًا الذي ظهر للعقول بالإعلام، وظهر للأرواح باليقين، وإن خفي عن أعين الناظرين، والباطن الذي عرف المغيبات وأشرف على المستترات، والباطن أيضًا الذي خفي على الظواهر فلم يدرك إلاَّ بالسرائر (٢).
وقال السُّدِّي: هو الأول ببره؛ إِذْ عرَّفك بتوحيده، والآخر بجوده، إذْ عَرَّفَكَ التوبة على ما جنيت، والظاهر بتوفيقه؛ إذِ وفقك للسجود له، والباطن بستره إذا عصيتَه يستر عليك (٣).
وقال ابن عطاء: الأول: بكشف أحوال الدنيا حتى لا ترغبوا فيها، والآخر بكشف أحوال العقبى حتى لا تشكُّوا فيها، الظاهر على قلوب أوليائه حتى تعرفوه، والباطن على قلوب أعدائه حتى ينكروه (٤).

(١) لم أجد هذا القول.
(٢) انظر: "حقائق التفسير" للسلمي ٣٣٠/ أ، "النكت والعيون" للماوردي ٥/ ٤٦٩
نحوه.
(٣) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٣١.
(٤) انظر: نحوه في "النكت والعيون" ٥/ ٤٦٩، ولم ينسبه.


الصفحة التالية
Icon