المناجاة، فلما رأوا ذلك انتهوا عن مناجاته، فأما أهل العسرة فلم يجدوا شيئًا وأما أهل الميسرة فبخلوا ومنعوا (١) فاشتدَّ ذلك على أصحاب رسول الله - ﷺ - فنزلت الرخصة (٢).
قال مجاهد: نهوا عن مناجاة النبي - ﷺ - حتى يتصدقوا، فلم يناجيه إلاَّ علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، قدَّم دينارًا فتصدق به، ثم نزلت الرخصة (٣).
وعن علي - رضي الله عنه - قال: صرفته فكنت كما ناجيته تصدقت بدرهم حتى نفد، ثم نزلت الرخصة (٤).
وقال علي بن أبي طالب كرَّم الله وجهه، إنَّ في كتاب الله آية ما عمل بها أحدٌ قبلي ولن يعمل بها أحدٌ بعدي: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً﴾ وإنَّها فُرضت فنُسخت (٥).

(١) من (م).
(٢) انظر: "معاني القرآن" للفراء ٣/ ١٤٢ نحوه، "معاني القرآن" للزجاج ٥/ ١٤٠، ولم ينسباه، "أسباب النزول" للواحدي ٤/ ٤٣٢، "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٦٠، "زاد المسير" لابن الجوزي ٨/ ١٩٥.
(٣) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٢٨/ ٢٠، وانظر: "معاني القرآن" للزجاج ٥/ ١٤٠، "إعراب القرآن" للنحاس ٤/ ٣٧٩، "النكت والعيون" للماوردي ٥/ ٤٩٣، "الوسيط" ٤/ ٢٦٦، عنه عن علي بن أبي طالب بمعناه.
وانظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٦٠، "الجامع لأحكام القرآن" ١٧/ ٣٠٢.
(٤) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ٣٠٢.
(٥) أخرجه عبد الرزاق في "تفسير القرآن العظيم" بمعناه ٢/ ٢٨٠، والطبري في "جامع البيان" ٢٨/ ٢٠، والحاكم في "المستدرك" ٢/ ٥٢٤ بمثله، وقال عنه: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. =


الصفحة التالية
Icon